
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.
أيها الإخوة والأخوات..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يتضح من خلال النصوص القرآنية المباركة ويظهر ما يحظى به عباد الله المتقين في ساحة المحشر، في مرحلة الحساب من رعاية إلهية تتجلى ثمرة التقوى آنذاك فيما يحظى به عباد الله أولئك من تيسيرات وتسهيلات وكذلك من رعاية واسعة تشمل التيسير للحساب، حتى لا يعانوا من تعسير الحساب، وكذلك ما يحظون به من البشارات المتتالية منذ أن يبعث الإنسان المتقي وتعود إليه الحياة يحظى في كل مرحلة من مراحل القيامة ببشارات من ملائكة الله سبحانه وتعالى تطمئنه، تهدئ من روعه، تعطيه الأمل، لأن المشهد آنذاك مشهد عظيم وهائل وكبير، أيضا في نهاية المطاف أو في مراحل معينة من الحساب يحظون برعاية أكثر من ذلك، يتوفر لهم الشراب كما في القرآن الكريم: {يُسقَونَ مِن رَحيقٍ مَختومٍ (25) خِتامُهُ مِسكٌ} [المطففين: 25-26] ، وآيات أخرى تفيد توفر الطعام والشراب لهم لدرجة أنه يطلب منهم أصحاب النار في ساحة المحشر هذا الكلام، يطلبون منهم أن يفيضوا عليهم، أن يفيضوا عليهم من الماء أو من ما رزقهم الله، من الأشياء الأخرى، كذلك جمع الشمل، جمع الشمل على مستوى الأسر المؤمنة المتقية، وعلى مستوى الأخلاء، وعلى مستوى الجماعات المؤمنة والمتقية، تجتمع ويلتم شمل الجميع، باطمئنان وارتياح وسعادة، وكذلك ما يحظون به من السرور والارتياح النفسي والانتصار لعملية المحاكمة ما بينهم وما بين الظالمين والطغاة المستكبرين، كل ذلك تتجلى به ثمرة التقوى آنذاك لكل هذه النتائج العظيمة والمهمة.
اقراء المزيد